جمعية «ارتقاء» تلتقط رجيع التقنية وتلقيه بين أيدي المعوزين حماية للبيئة وخدمة للمجتمع
المجتمع يحتاج الى مبادرات ولا يوجد سقف لهذه المبادرات لتنوع مستوى الطموح كما وكيفا لدى من يقوم بهذه المبادرة، وبالتالي فإن الجمعيات تصب في أوعية المجتمع لتنشيطه تحت متابعة حكومية من شأنها رسم الطريق الصحيح، وجمعية ارتقاء الخيرية كان ومازال دورها مهما في المجتمع وتعتبر من أبرز الجمعيات في جمع النفايات الإلكترونية، والتي تصنف في مرتبة متقدمة، بين أخطر عشر ملوثات يعاني منها العالم في الوقت الحاضر حيث تحتوي على مركبات لها تأثير مدمر على البيئة مثل الرصاص، والزئبق، والكاديوم والفوسفور، وتتضاعف كمية هذه النفايات عاماً بعد آخر، ومن ثم تتفاقم مخاطرها، مما يؤكد على ضرورة البحث عن حلول جذرية لها.
كان ذلك هو الباعث الأساسي لإنشاء جمعية ارتقاء التي تعد إحدى مبادرات برنامج الفوزان لخدمة المجتمع، وتعد من الجمعيات النوعية والفريدة على مستوى المملكة، تسعى لتقديم خدمة احترافية مستدامة للمجتمع تهدف إلى نشر ثقافة إعادة التدوير والحفاظ على النعمة الرقمية ودعم برامج الرقي الفكري والعلمي.
وفكرة إنشاء جمعية ارتقاء جاءت من التجارب الدولية في هذا المجال وتبنى هذه الفكرة برنامج الفوزان لخدمة المجتمع حتى أصبحت الآن جمعية رسمية تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، كما ان الفكرة جاءت لسد الفراغ الموجود في ما يتعلق بأجهزة الحاسب الآلي المستخدمة حيث لا توجد طريقة صحيحة للتخلص النفايات الالكترونية في المملكة فارتقاء هي حلقة وصل بين المتبرعين بالأجهزة والمحتاجين، وتراعي في طبيعة عملها خصوصية معلومات المستخدم في الأجهزة، لاحتوائها على معلومات خاصة كالصور والملفات الخاصة،وتقوم بحذفها من خلال استخدام برامج معتمدة عالية الجودة والدقة تقوم بمسح كافة المعلومات من الأجهزة بطريقة تقنية حديثة، يصعب من بعدها استرجاع المعلومات، ويكون ذلك بمقر الجمعية في الراكة بالخبر والذي يشمل مستودعا تفرز وتخزن به الأجهزة المستخدمة، والمعمل الذي يتم فيه إعادة التأهيل والبرمجة عن طريق مختصين إلى مرحلة التغليف والشحن.
وبلغ عدد الأجهزة التي قامت بجمعها منذ انطلاقتها 20238 جهازاً، وتم توزيع أكثر من 9336 جهازاً، وإعادة تدوير 6745 جهازاً، فقد قامت ارتقاء بالتعاقد مع شركة متخصصة في مجال التدوير حيث يتم تحويل النفايات الى مواد أولية لصناعات أخرى.
كما بلغ عدد الجهات المستفيدة 361 جهة من مراكز اجتماعية وجمعيات خيرية وجهات تعليمية.
ومما يميز الجمعية أن لديها داعمين وشراكة مع كبرى الشركات العالمية والمحلية في عالم البرمجة والحاسوب مما يثري العمل ويجعله مهنيا وعمليا.
وتقوم الجمعية باستلام الأجهزة عن طريق المقر الرئيسي للجمعية بحي الراكة بالخبر، أو عن طريق البريد السعودي في مكاتب محددة في مختلف مناطق المملكة بدون أي رسوم بريدية، أو عن طريق فرع اكسترا الخبر.
كما حققت ارتقاء نجاحات متتالية في هذا المجال حيث تنوعت الخدمات التي تقدمها، فاشتملت على جمع أجهزة الحاسب الآلي المستخدمة من الأفراد ومختلف الجهات الخاصة والحكومية وإعادة تأهيل الأجهزة باستخدام طاقم فني متخصص وكذلك إعادة تدوير القطع التالفة بالشراكة مع شركات مختصة وتوزيع الأجهزة المعاد تأهيلها على الجمعيات الخيرية والمرافق الاجتماعية والتعليمية.
النفايات الالكترونية أصبحت هاجسا عالميا فهناك ملايين الاطنان من النفايات الالكترونية ترمى في العالم سنويا، حيث تقدر النفايات بأكثر من خمسين مليون طن سنويا في العالم، وأكثر من ثلاث ملايين طن في المملكة سنويا، وللأسف لا يوجد أي آلية معينة وواضحة في المملكة للتعامل مع هذه النفايات فيتم رميها في المرادم بشكل عشوائي فتتغلغل في التربة والمياه وخصوصا المياه الجوفية.
المصدر: https://www.alriyadh.com/1617611