"إثراء" وجائزة الفوزان يوقعان مذكرة تفاهم تختص بعمارة المساجد
وقّع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي(إثراء)، وجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، مؤخرًا مذكرة تفاهم تمهّد لتعاون مشترك بين الطرفين يختص بعمارة المساجد للنهوض بهذا القطاع الحيوي والعمل على تطويره من عدة جوانب تتناول الجانب الحضاري والفني والثقافي للمسجد الذي يعد عنوانًا بارزًا للبناء المعماري الإسلامي، وتقوم مذكرة التفاهم على ثلاثة مرتكزات ومشاريع رئيسة يأتي في أولها تنظيم المؤتمر الدولي (المسجد: إبداع القطع والشكل والوظيفة) العام المقبل، يليها تنظيم معرض متنقل يجوب مدن العالم لتسليط الضوء على موضوع المساجد نشأتها ومعانيها ووظائفها من خلال استعراض مجموعة من القطع الأثرية من العالم الإسلامي، وأخيرًا إصدار كتاب عن هذا المعرض المتنقل يتناول أبرز المعلومات الإثرائية عن هذه القطع الأثرية التي تعكس ثراء الحضارة الإسلامية.
وفي سياق هذه المذكرة، يبدأ كل من مركز (إثراء)، وجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد باستقبال عروض الأبحاث والأوراق العلمية الخاصة بدراسة المساجد؛ حيث سيكون التسجيل متاحاً لكل من " المعماريين والمصممين، الفنانين والحرفيين، الشعراء والكتّاب، الباحثين ، المؤرخين، مشرفي وأمناء المتاحف"، بدءًا من تاريخ 19 محرّم 1442ه الموافق (7 سبتمبر 2020م) وذلك للمشاركة بها في المؤتمر الدولي الذي يأتي تحت عنوان " المسجد: إبداع القطع والشكل والوظيفة(، ويقام على مدى ثلاثة أيام، في الفترة من 18-20 ربيع الثاني 1443هـ الموافق (23-25 نوفمبر 2021م)، ويهدف إلى أن يعالج التطور التاريخي للمسجد ومعانيه ووظائفه.
ويدعو "إثراء" و "جائزة عبدالطيف الفوزان المهتمين لتقديم أوراق علمية وأبحاث تتناول هذا التطور للمساجد بطرق جديدة وفريدة، حيث يأتي تنظيم المؤتمر؛ دعماً لدراسة وتدريس تاريخ وفن وعمارة الحضارات الإسلامية سواءً في المملكة العربية السعودية أو خارجها، حيث سيقوم المركز بربط الزملاء المشتركين بنشاطات تعليمية أو مهنية تتعلق بعمارة المساجد وحضارتها، وسيقدم معلومات مُثرية عن البرامج التي يقوم بها المركز والمصادر الأساسية من أجل تطوير المساجد.
من جهته أكد نبيل النعيم، نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية، على أن الشراكة بين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، تأتي ضمن دعم وتطوير أرامكو السعودية المستمر للطاقات الكامنة في كافة المجالات الإبداعية، بما فيها العمارة الإسلامية، وإبراز الجانب الجمالي والمعرفي لهذا المجال المهم في ثقافتنا الزاخرة بتاريخها وتراثها الغني، وهو ما يتماشى مع أهداف "إثراء" الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز التواصل الثقافي مع العالم والمساهمة في صناعة المجتمع الإبداعي، إضافة إلى تشجيع الاهتمام بمظاهر الثقافة الإسلامية التي ترتبط بالمساجد إبداعياً ووظيفياً .
بدوره أوضح الأستاذ عبدالله الفوزان، رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد،أن أهمية هذه الشراكة تتجسد في الحرص على تطوير الجانب الجمالي والفني المرتبط بعمارة المسجد منذ نشأته وحتى اليوم، وتوثيقه علميا ونشره باللغات الحية لكي يصل إلى جميع المهتمين على مستوى العالم، إلى جانب كونها مهمة حضارية معاصرة تتمثل في تغيير الصورة الذهنية التي ارتبطت بالمسجد، وقال:"هدفنا أن نبين للعالم أن هذا المكان كان المركز الذي تطورت فيه الفنون المعمارية البصرية في الحضارة الإسلامية".
مشيرا إلى أن هذه الشراكة تمثل حدثًا مهمًا على المستوى الثقافي؛ حيث إن الإمكانيات والخبرات الموجودة بين الطرفين ستسهم في تنظيم مؤتمرًا عالميًا بهذا الخصوص سيمثل نقلة نوعية في مجاله.
وتكمن أهمية المؤتمر؛ بعد بحث مكثف قام به المركز على شريحة من الجمهور، أظهر اهتمامًا كبيرًا من قبل الشعب السعودي نحو تعلّم تاريخ وتطوير المساجد حول العالم، واهتمامهم بجوانب الحضارة الإسلامية المرتبطة بشكل مباشر بموضوع المساجد بما فيها الأدوار والوظائف متعددة الأهداف ضمن المجتمعات التي خدمتها هذه المساجد.
ويدعو مركز "إثراء" بالتعاون مع جائزة الفوزان إلى عمل أبحاث ترتكز على تطور المساجد وقصصها بطرق مبتكرة، إلى جانب التركيز على السياق الثقافي للمساجد، واختيار العوامل الدينية والاجتماعية والاقتصادية والفنيّة المتشابكة من خلال النظر إلى المقتنيات المرتبطة بالمساجد، إضافة إلى تناول المتقدمين مجموعة من العناصر تتراوح من الزخارف المعمارية كفن الخط وبلاط الأرابيسك إلى جانب أثاث الجامع بما فيها المصابيح وسجادة الصلاة وحوامل القرآن والمخطوطات الإبداعية.
الجدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" أحد أهم مبادرات أرامكو السعودية الموجهة لرعاية الإبداع ونشر المعرفة وتعزيز التواصل الثقافي والحضاري من خلال البرامج الثقافية والإبداعية التي يقدمها طوال العام، حيث يعد وجهة ثقافية متعددة الأبعاد تهدف إلى إلهام وتحفيز روّادها في مجالات العلوم والفنون والابتكار، وتمكين المواهب الوطنية وإبراز تقدم المملكة على المستوى العالمي.